◄نعم أحببتُ؛ أحببتُها كما لم يحبَّ أحدٌ أحداً، بل أين حب المحبين من حبي أنا؟!..
نعم.. أحبها، بل والله أعشقها، أشعر بلمساتها الحانية تلامس شغاف قلبي، لا أسمعها إلا ويطير بي الشوق إلى السماء، فيرقص قلبي وتسكن نفسي..
أُحبُّكِ أيتها (الكلمة الطيبة) أحبّك..
أُحبُّكِ أيتها (الكلمة الرقيقة) أحبك..
اُحبُّكِ أيتها (الكلمة الحانية) أحبك..
ما أجمل أن يقبِّل الابن يَدَ أمه وهو يقول لها: (ربي يحفظك لنا يا أماه).
وما أجمل أن يدعو الأب لأبنائه في كلِّ حين: (اللّهمّ ارضَ عنهم، وأسعدهم في الدنيا والآخرة).
وما أحسن أن تستقبل الزوجةُ زوجَها عند عودته بابتسامة قائلة له: (أسأل الله أن لا يحرمنا منك، فالبيت بدونك مظلم لا يطاق).
وما أروع أن تودِّعَ الزوجةُ زوجَها في الصباح وهي تقول له: (لا تُطعمْنا من حرام فإنّا لا نقدرُ عليه).
وما أحلى أن يقول الأخ لأخته: (أنتِ زهرة البيت وعطره).
كلمات جميلة أليس كذلك؟.. ألسنا نتمنى أن تقال لنا مثل هذه الكلمات؟.. أليس كلنا يتمنى أن يقول لأحبابه هذا الكلام الجميل؟.. ولكن لماذا لا نسمعها ولا نتفوهُ بها إلا نادراً؟
السبب الرئيس هو: التعوّد؛ فمن عوَّد لسانه على الكلام الرقيق يصعب عليه أن يفارقه، والعكس صحيح..
فمن تعوَّد على أن ينادي زوجته مثلاً بـ: (حبيبتي) لا يستطيع أبداً أن يناديها كما يفعل آخرون بـ: (يا مَرَة) أو (يا...)!.
ومن تعوَّد على أن يبدأ حديثه لولده بـ: (يا حبيبي، يا ولدي، ويا بنتي) لا كما يفعل الآخرون بـ: (يا أبله) أو: (يا أهبل)؛ ما على ذلك..
ومن تعوَّد أن ينظر لفلذات أكباده أنهم أقل من غيرهم سيموت ونظرته لهم لم تتغير!.
لماذا لا نستطيع قول كلمة حب واحدة لآبائنا وأمهاتنا وأهلينا؟.. وإن حدث؛ فتخرج الكلمة على استحياء؟!..
لماذا يُعقد لسانك عند زوجتك أو أبيك وأمك، بينما ينطلق عند صديق لك؟!..
تعوَّد أن تقول لأمك: (ادعي لنا يا أمي.. هل تريدين شيئاً قبل أن أخرج؟).
تعوَّد أن تخاطب أبناءك بالكلمة الطيبة (حبيبي.. حبيبتي..)، وإذا قدَّم لك ابنك كأساً من الماء فقل له: (شكراً).. وإن أتتك زوجتك أو ابنتك بفنجان من القهوة فقل لها: (سلمت يداك)..
وإن طلب منك ابنك أو ابنتك حاجة تقدر عليها فقل لهم: (بعيوني أحضرها لكم)..
جرّب الكلمات الحلوة والابتسامة الرقيقة وانظر ماذا ترى!.►
المصدر: كتاب عندما يحلو المساء
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق